يبدو بأن حالة التوتر التي طبعت نفسية غراب كناريا "عمر بولسان"، خلال أيام "منتدى كرانس مونتانا" بالداخلة المحتلة، دفعت بهذا الأخير إلى التسرع و التهور و البحث عن أي خبر أو حادث- كيفما كان نوعه– ليبعث به إلى القيادة و إلى وسائل الإعلام الصحراوية ليوهم الجميع بأن تعليماته تنفد بالحرف و أن هناك حراك ميداني نضالي بالداخلة.
الضغوطات التي مارسها "عمر بولسان" على بعض أذنابه بالداخلة المحتلة، و تحديدا إصراره على تزويده، بشكل مستعجل، بأية معلومة حول الحالة بمدينة الداخلة، يمكن استغلالها في الدعاية ضد المحتل المغربي تزامنا مع أشغال "كرانس مونتانا"، جعلته يتلقى معلومة أو بالأحرى "صابونة"،التي حولها إلى خبر أذاعه التلفزيون الصحراوي، مفاده أن شرطة الاحتلال أقدمت على اعتقال شابين صحراويين، أحدهما يدعى "فضيلي ولد حنان"، بعد مطاردة كبيرة بشوارع مدينة الداخلة و بأن هذين الشابين تعرضا للتعذيب بمخفر الشرطة.
هذا "الخبر – الصابونة"الذي اجتهد مقدم النشرة الإخبارية للتلفزيون الصحراوي في إبرازه و كأن اعتقال الشابين جاء على خلفية احتجاجهما ، على تنظيم "منتدى كرانس مونتانا" بمدينة الداخلة ، في حين أن الأمر يتعلق باعتقال منحرفين و هما "فضيلي أحنان" و "محمد أحمد أكماش"، كانا في حالة سكر طافح و مبحوث عنهما لاقترافهما العديد من السرقات بالعنف و استعمال السلاح الأبيض في حق المواطنين، كما أنهما اغتصبا فتاة صحراوية قاصر، قبل أن تتدخل شرطة الاحتلال لوضع حد لجرائمهما بعد مطاردة هوليودية.
نشر الخبر في التلفزيون الصحراوي قوبل باستهجان كبير من طرف المواطنين الصحراويين بالداخلة، الذين يعرفون جيدا انحراف الشابين المذكورين، بل إن مجموعة من المناضلين أحسوا بالإهانة و تساءلوا كيف أصبح إعلامنا يضرب خبط عشواء و لا يميز بين المناضلين الحقيقيين وبين المنحرفين أو المجرمين ... و يبقى السؤال المحير لماذا كلما كان هناك حدث كبير تكون زلة مناضلينا أو إعلامنا أكبر؟... و لنتذكر في هذا الصدد زلة "سلطانة خيا" خلال "ملحمة إكديم إزيك".
كما نجدد التساؤلات عن سر تحكم "عمر بولسان " في التلفزيون الصحراوي مع أن هذه المؤسسة الإعلامية تابعة تنظيميا لوزارة الإعلام، و هل سيخرب الغراب التلفزيون كما خرب صفوف المناضلين و معها انتفاضة الاستقلال بالمناطق المحتلة؟... خصوصا و أن "عمر بولسان" لا يتوفر على أية "خلفية إعلامية" تؤهله للخوض في هذا المجال، حيث يعتمد فقط على فرق إعلامية غالبية أعضاءها من ذوي المستوى ألتعليمي البسيط ، بعدما شن حرب إقصاء و تهميش على الإعلاميين الأكفاء كـ "بادي عبدربو" و "سيدي السباعي" رئيس "الهيئة الصحراوية للإعلام المستقل".
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
[email protected]