تغطية إعلامية كبيرة شهدتها عملية استلام الجزائر لطائرة إطفاء الحرائق طراز "Berieve BE 200" ، التي استأجرتها السلطات الجزائرية من وزارة الطوارئ الروسية بطاقم روسي، مقابل ثمانية ملايين دولار لمدة ثلاثة أشهر فقط، مع إمكانية استرداد الطائرة من طرف الروس في حالة نشوب حرائق بمحيط الدولة الروسية، كما حصل السنة الماضية في غابات الأناضول التركية، و هي التكلفة التي أثارت العديد من اللغط الإعلامي، و جعلت الرأي العام في دولة الحليف يصب جام غضبه على النظام الجزائري من خلال تدويناته بمواقع التواصل الاجتماعي.
الطائرة الروسية الوحيدة المتوفرة للسلطات الجزائرية من أجل إخماد الحرائق بالغابات توجد بمطار "هواري بومدين"، و قد بدأت أولى مهامها الإستعجالية لإطفاء حرائق جبال اسكيكدة التي اشتعلت بسبب موجة الحرارة الأخيرة، و جرى تسلم الطائرة من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية "كمال بلجود"، و المدير العام للحماية المدنية، العقيد "بوعلام بوغلاف"، و خلال تصريح لوسائل الإعلام الجزائرية قال وزير الداخلية الجزائري، أن رئيس الجمهورية أعطى تعليماته من أجل اكتراء عدة طائرات بشكل مستعجل، و أن الطلبات تم توجيهها إلى عدة دول، لكن الاستجابة كانت من دولة واحدة، هي روسيا التي وضعت طائرة واحدة فقط رهن إشارة السلطات الجزائرية.
و علق المدونون الجزائريون على التغطية الإعلامية الكبيرة التي رافقت عملية تسلم الطائرة المستأجرة من الروس، بأنها مبالغ فيها و أن النظام أراد تحويل حدث استئجار طائرة إطفاء إلى إنجاز تاريخي، فيما كان أمام السلطات الجزائرية سنة كاملة لتوفير عدد أكبر عن طريق الاستئجار، أو اقتناء طائرتين أو ثلاث توضع رهن إشارة السلطات في الجزائر عوض استئجارها مع شرط إمكانية استعادتها من طرف المالك تحت ضغط الطوارئ.
و الجدير بالذكر أن صيف هذه السنة يبدو أنه سيكون شاقا على السلطات الجزائرية، التي تفاجأت بحرائق هذه السنة التي تبدو أنها ستكون خطيرة جدا، و هناك من مر إلى نظرية المؤامرة، و اتهم السلطات بالتكاسل في الحصول على طائرات كما هو لدى دول الجوار، من أجل الإعداد لأعمال تخريبية انتقامية في مناطق بعينها، و اتهام الأيادي الخارجية في سيناريو أحداث أصبح تقليديا و بنمط متكرر.
عن طاقم "الصحراءويكيليكس"
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك