خلال برنامج "غاني مهدي" على قناة 22 و الذي يستضيف ضحايا الاعتقالات السياسية في الجزائر، و يتطرق إلى الحالة السياسية للبلاد بالنقاش و التحليل، و يقدم للرأي العام الجزائري شهادات حية، تصف بدقة جحيم المعتقلات السرية للأجهزة الأمنية الجزائرية في البليدة و ثكنة عنتر...، حيث فجر ضيف البرنامج "إبراهيم لعلامي" فضيحة كبيرة تسببت في جدال سياسي كبير بالبلاد، و أثرت على العلاقات بين قصر المرادية و قيادة الجيش الجزائري، التي أمرت بإطلاق سراح رجل الأعمال "علي حداد" و "السعيد بوتفليقة" أخ الرئيس المستقيل و الراحل "عبد العزيز بوتفليقة".
إذ قال المعتقل السابق "إبراهيم لعلامي" الذي عانق الحرية بعد يأس و نضال لشهور طويلة، أنه التقى في أيام اعتقاله بسجن "عين السلطان" ببرج بوعريريج، برجل الأعمال "علي حداد" خلال زيارته لعيادة السجن، و دار بينهما حوار وجه فيه "لعلامي" اتهامات لرجل الأعمال "حداد" بسرقة البلاد و نهب مقدراتها و تبذير ثروات الشعب و إدخال البلاد في حالة إفلاس و شك...، ليرد عليه بعدها رجل الأعمال الفاسد بالقول: "أحنا كلينا لبلاد و أنتم واش درتو... !!؟"، و هو الاعتراف الذي أعتبره الرأي العام الجزائري تحديا صريحا للشعب الجزائري و للحراك و للعدالة، و إشارة قوية على أن الحراك لم يغير أي شيء في سدة الحكم، و أن العصابة فقط غيرت شكلها و عادت بأسماء مختلفة، و أن الرجل الذي يدير ثروة "آل بوتفليقة" كان يلعب دورا محددا في مسرحية الاعتقالات التي قيل أنها طالت أفراد العصابة التي نهبت البلاد، و أن دوره رفقة "السعيد بوتفليقة" انتهى، ليتم النطق بالبراءة لصالحهما و تركهما يستمتعان بما نهباه من أموال الشعب الجزائري و مقدرات الوطن...
غير أن التسريبات التي حصلت حتى الآن تقول أن خلافا حادا حصل بين قصر المرادية في شخص الرئيس "تبون" و قيادة الجيش في شخص "سعيد شنقريحة"، بسبب تبادل الاتهامات على خلفية الضغط لإطلاق سراح "علي حداد" و "سعيد بوتفليقة"، لكون الرئيس "تبون" يعتبر مسالة محاكمة و سجن" آل بوتفليقة" أولوية لا يجب التنازل عنها، و أن الأمر يجب أن يرافقه مصادرة كل ممتلكاتهم التي يديرها "علي حداد"، لكن قيادة الجيش تعتبر أن أسرة "بوتفليقة" ظلمت و أنها لا تستحق كل ما حصل لها، و أن لها إرثا دبلوماسيا و سياسيا و وطنيا يشفع لها بأن تحظى ببعض الاحترام و الحصانة، على غرار أسرة "حسني مبارك" في مصر، و أن لهيب الحراك الشعبي لم يعد متوهجا و لا خوف من ترك هذه الأسرة في سلام.
لكن محيط الرئيس "تبون" يرى في الطريقة التي حصل بها "السعيد بوتفليقة" على البراءة مقارنة بحجم الفساد و ملفات التآمر ضد مصالح الدولة، لا يمكن أن يفسر بميراث الأسرة في الحكم، بل بخوف قيادة الجيش الجزائري من الملفات و كم المعلومات التي يتوفر عليها "السعيد بوتفليقة" منذ زمن حكم أخيه، و تتعلق بصفقات فاسدة لتسليح الجيش و عمولات و رشاوى و تورط جل قادة الجيش في التهريب الدولي للمخدرات و تجارة البشر و الحجر...، و أن تسوية حصلت بين "السعيد بوتفليقة" و "سعيد سنقريحة" لإخماد نار الخلاف بين الرجلين.
لكن حسابات تنسب لعناصر من داخل الجيش، ردت على ما يروج له محيط الرئيس في وسائل التواصل الإعلامي، بالقول أن حقد "عبد المجيد تبون" على أسرة "بوتفليقة" لا حدود له، بسبب الإقالة التي تعرض لها بعدما تم تعيينه كوزير أول و لم يلبث في منصبه غير أسابيع قليلة، لتعلن الرئاسة الجزائرية في بيانها الشهير إقالة رئيس الوزراء "عبد المجيد تبون" من منصبه وتعيين "أحمد أويحيى" خلفا له، و ذكر مصدر حكومي جزائري حينها أن مشاكل في "التواصل" بين الرجلين وراء الإقالة، و زادت الحسابات بأن "تبون" يسعى للانتقام من أفراد أسرة "بوتفليقة" إرضاءا لكبريائه.
عن طاقم "الصحراءويكيليكس"
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك