يبدو بأن المحتل المغربي استطاع أن يتخطى مرحلة الإدانة التي لحقته – أو هكذا خُيل لنا ـ بسبب الحملة الإعلامية و السياسية التي شنتها قيادتنا الصحراوية ومعها الحليفة الجزائر، ضد تنظيم "منتدى كرانس مونتانا" بمدينة الداخلة المحتلة، واليوم يحس الصحراويون بنوع من الإهانة، خصوصا أولئك الذين آمنوا بتلك الحملة الإعلامية و قدرتها على تغيير شيء ما، بعدما نًظّم المنتدى بثاني أهم مدن الصحراء الغربية.
المحتل استطاع أن يخرج من حملة الإدانة ضده بأقل الخسائر و أن يحولها إلى إهانة لكل من وقف ضده، بعدما دفع برئيس المنتدى إلى أن يعبر عن وجهة نظر دون تحفظ من تبعاتها السياسية، واستدعى للمنتدى شخصيات دولية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننكر وجودهم ولا أن نستصغر شأنهم و إن من بينهم ممثلون عن دول نعتقد أنها إلى جانبنا، و على رأسهم:
- رئيس الحكومة الاسبانية السابق "لويس ثاباتيرو".
- المستشار الأمني العام للأمم المتحدة.
- رئيس مقدونيا "جورجي ايفانون".
- وفد من حزب المؤتمر الإفريقي الحاكم جنوب إفريقيا يتكون من صديق الراحل الأسطورة "نيلسون مانديلا" ومستشار سابق للرئيس الحالي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية "ليندي روفوس راديبي" وعضو المكتب السياسي "رودي رويسديان سيتلامو روبيرتس"، و "بنتومبيل بيبربيتوا مسيزا" بنت الرئيس "زوما".
- بنت الرئيس الغاني
- وزير أول سابق روماني "بيترو رومان"
- الرئيس البلغاري السابق "تويانوف".
- رئيس استونيا السابق "ريتل"
- القس "دجيسي دجاكسون" صديق "اوباما".
- "محمد سعيد فوفانا" وزير أول غينيا
- الوزير الأول ونائب رئيس "سالومون".
الإهانة كانت أكبر، لأن أحد الطفيليين بالداخلة -وهو المسمى "محمد البيكم" – استغل فرصة الحملة الإعلامية و حاول أن يكون وطنيا فوق العادة، فأرسل إلى منظمي "كرانس مونتانا" رسالة تحمل توقيعات جل الجمعيات الحقوقية الصحراوية بالصحراء، دون علم أصحاب تلك الجمعيات بمضمون هذه الرسالة بل لم يكلف نفسه عناء المشورة معهم، وهي مسألة خطيرة لا يجب - بأي حال من الأحوال - السكوت عنها، لأن من شأن ذلك أن يفتح الباب لكل من هب ودب للتحدث باسم أي جمعية و بالتالي توريطها، خصوصا أن المحتل المغربي فتح الباب للاعتراف بالجمعيات الصحراوية...مما يعني أن كل خطوة يجب أن تكون محسوبة و إلا كما اعترف بها قانونيا سيجرها في حالة "الزلة" إلى المحاكمة قانونيا كذلك.
من جهة أخرى ، عكس –من جديد- تنظيم "منتدى كرانس مونتانا" بالداخلة المحتلة بجلاء حالة الركود النضالي بهذه المدينة و باقي مدن الصحراء الغربية، حيث لم يتحرك أي من "المناضلين" الذين يتبجح غراب كناريا بهم أمام القيادة الصحراوية ويدفع لهم أجورا كالموظفين، على التحرك بالميدان أو السفر إلى مدينة الداخلة من أجل الاحتجاج أمام المشاركين بالمنتدى..
أمام هذا السكون ، يعيش غراب كناريا "عمر بولسان" على أعصابه منذ انطلاق "منتدى كرانس مونتانا" حيث أكثر من نعيقه ، عبر "الواتساب" و"السكايب"، على كل واحد توصل بنصيب من الدعم المالي الأخير، بأن يقوم بشيء أو أن يزوده بأي معلومة حتى وإن كانت كذبة، و يتمنى أن يسمع أن الداخلة تعيش على وقع الاحتجاجات ليس حبا في القضية و لكن إنقاذا لصورته أمام القيادة، بل وصل به الخبث إلى حد توسل مناضلي مدينة الداخلة على التحرك واعدا إياهم بدعم مالي استثنائي في حال نجاحهم في ذلك.
الخلل ليس في المناضلين الذين أثبتوا على الدوام قدرتهم على تجاوز العراقيل مهما كانت كبيرة من المحتل المغربي، بل في سياسات غراب كناريا التي تريد أن تفرض على الساحة أسماءا بعينها دون أخرى، و أن تسطر نضالا على المقاس بمقابل مادي في ضرب سافر للمبادرات الخلاقة و للروح الوطنية التي أفرزت العديد من المحطات النضالية كان آخرها "ملحمة اكديم ازيك" و "مسيرة 04 ماي".
لإبداء ارائكم و مقترحاتكم
[email protected]