وسط تكتم إعلامي محلي شديد، فجر موقع algeriepart مفاجئة من العيار الثقيل إثر تسريبه خبر توقيع الرئيس "عبد المجيد تبون" - لحظات قبل مغادرته البلاد عائدا إلى ألمانيا من أجل إتمام العلاج -، على قرار إقالة مدير التوثيق و الأمن الخارجي، الجنرال "محمد بوزيت"، الملقب بـ "يوسف"، الذي كان يرأس واحد من أقوى الأجهزة الاستخباراتية الجزائرية، الناشطة بقوة خارج التراب الجزائري و تدير جيش من العملاء و اللوبيات و تسخرهم لخدمة المواقف الجزائرية، و كان اللواء المقال يوصف برجل الظل أو خليفة الجنرال "مدين" و المسؤول عن تعبيد الطريق لـ "تبون" من أجل دخول قصر المرادية في انتخابات تابعها العالم و عارضها الحراك بقوة، و المتمكن الأول من الملفات الجهوية المعقدة و على رأسها ملفات ليبيا و مالي و القضية الصحراوية، إذ اعتبرت الإقالة زلزال كبير داخل دواليب القرار العسكري و الرئاسي الجزائري.
إقالة اللواء "بوزيت"، علق عليها العارفون بالمطبخ السياسي و المخباراتي داخل دولة الحليف بتصحيح المسار، و محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الخيبات الأخيرة التي أدت إلى سيطرة الرباط على الدبلوماسية الجهوية في شمال إفريقيا و أوروبا و العمق الإفريقي أيضا طولا و عرضا، دون أن تتمكن الدبلوماسية الصحراوية و لا الجزائرية من منافستها، و أضاف بعض النشطاء بأن القرار الرئاسي الجزائري بإقالة رئيس المخابرات الخارجية في البلاد اتخذ من طرف قائد الجيش "السعيد شنقريحة" الذي دخل في خلاف حاد مع اللواء "بوزيت"، بسبب تغريده بعيدا عن الأهداف الإستراتجية للبلاد و إخفاقه في تلميع صورة الجزائر دبلوماسيا، و أيضا نتيجة الشكاوى المتكررة من وزير الخارجية "بوقادوم" الذي نسب جميع الإحباطات التي منيت بها الدبلوماسية الجزائرية مؤخرا بما فيها التصريح المثير لنائب وزير الخارجية الأمريكي "ديفيد شينكر" الذي أحرج الدولة الجزائرية في عقر دارها.
غير أن بعض المصادر التي حصلت على معلومات حصرية من داخل قصر المرادية، أكدت أن الأمر لا يتعلق بصراع تنائي بين اللواء و الوزير "بوقادوم"، بل بحملة عداء استهدف من خلالها اللواء "بوزيت" بحجة الإخفاقات الدبلوماسية، لكن في عمقها الأمر يعود إلى حرب بين الجنرالات، لأن "بوزيت" ينتمي إلى تيار قائد الجيش الراحل "القايد صالح" و أنه على خلاف مستمر مع "شنقريحة"، و هذا الخلاف تعمق أكثر بعد إصدار المحكمة سلسلة من أحكام العفو على الجنرال "مدين" و شقيق الرئيس المستقيل "بوتفليقة"، و اليسارية "لويزة حنون"، و عودة الجنرال"خالد نزار" إلى الساحة السياسة و العسكرية مؤخرا، و مطالبته المستمرة بفتح تحقيق في وفاة "القايد صالح"، و بتقزيم سلطات قائد الجيش.
و يؤكد محللون و خبراء عارفين بالشأن الجزائري بأن تيار ضباط فرنسا الذي يمثلهم قائد الجيش، و يعد "نزار" و "مدين" أبرز أضلاعه، عادوا بقوة إلى المشهد الجزائري و من المتوقع أن يتسبب الأمر في حروب لكسر الإرادات داخل إدارة الجيش الجزائري و من غير المستبعد أن يهتز الرأي العام الجزائري على وقع تصفيات، معللين الأمر بأن إقالة "بوزيت" هو تحدي كبير لتيار ضباط جيش التحرير، و سلبهم المناصب الحساسة، و اتهامهم بضعف التسيير و تدبير الملفات المعقدة جهويا و دوليا.
عن طاقم "الصحراءويكيليكس"