بثت القناة الجزائرية الأولى، خلال الأيام القليلة الماضية، مادة إخبارية تخللها نبأ إحباط قوات الدرك الجزائري لعملية تهريب أطنان من المخدرات عبر الحدود المغربية – الجزائرية، هذا الخبر الذي يبدو تقليديا في طبيعته، بالنظر إلى موقع البلدين كمحطتي عبور باتجاه السوق الأوروبية التي تعد المستهلك الأول لهذا المنتج المحظور، و أيضا بالنظر إلى طبيعة الخلاف بين البلدين على اعتبار أن المغرب يعد بلدا منتجا لمخدر القنب الهندي، فيما الجزائر تعتبر سوقا و أرض عبور للمخدرات بكل أصنافها.
غير أن الجديد في الخبر هو دخول منظمات حقوقية مغربية و أخرى دولية، على خط هذا الخبر، لتضمنه مقتطفات يظهر فيها شخصين أحدهما مسن و آخر في عقد الأربعين، مكبلين و يتحدثان لميكروفون القناة و يجيبان على الأسئلة التي تبدو أنها بوليسية و تخص معلومات عن العملية المجهضة، فيما كرر المعتقلان الأجوبة بشكل مقصود استجابة لما طلب منهما، و اعتبر الحقوقيون هذا الاستنطاق الإعلامي-البوليسي خرقا سافرا لحقوق الإنسان في بلد بالكاد جلده البرلمان الأوروبي بلائحة حقوق تدينه و تصنفه ضمن دائرة الديكتاتوريات العسكريتارية.
و كان من الأنسب للنظام الجزائري تفادي التشهير بالمعتقلين، خصوصا و أن العملية الأمنية التي أدت إلى الإيقاع بالمحتجزين تحوم حولها العديد من الشكوك، لأنه - و لأول مرة في تاريخ تفكيك شبكات الاتجار بالمخدرات عبر العالم- يلاحظ على العلب التي تحتوي مواد مخدرة وجود إشارة إلى بلد المنشأ عوض الأرقام التي تخص الأوزان و النوع، و هذا كما هو معلوم غير ممكن عمليا، إذ يعلق مدون جزائري يقدم نفسه كخبير في عالم التهريب، بكل تهكم على وجود اسم MROC بأنها خطأ أمني جزائري بدائي و فادح، يكشف فبركة العملية، و يزيد بالشرح في تدوينته "بأن استعمال هذا المصطلح هو حصري و خاص بالجزائريين، فيما العالم بما فيه المغاربة ينطقون و يكتبون MAROC"، و أضاف "أن من يكتب اسم بلد المنشأ على منتوج المخدرات فهو غبي و الأفضل له أن يضيف العنوان حيث جرت معالجتها".
بينما هاجم نشطاء من بلاد الاحتلال و آخرون من الجزائر القناة و مؤسسات الأمن و الدرك، و أجمعوا أن هذا الإنجاز الأمني الذي وصفوه "بالغبي"، هو أولى اجتهادات الحرس القديم العائد إلى العمل داخل قصر المرادية، و يتعلق الأمر بالجنرال "خالد نزار" و الجنرال "توفيق"، كرد على ظهور جزائري و هو يبكي بهستيريا على قناة مغربية، فرحة بحصوله على أوراق الإقامة داخل المغرب، و هو ما علق عليه مغاربة حسب النشطاء بقول "لا ندري حجم الظلم الذي أصابك في بلد حتى تبكي هكذا حرقة على الإقامة في بلدك الثاني... مرحبا بك في وطنك"، مما أعتبر جزائريا إهانة وجب الرد عليها.
عن طاقم "الصحراءويكيليكس"


كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك