عاشت مدينة السمارة المحتلة ليلة 27 سبتمبر 2018 امسية احتفالية بمناسبة الإفراج عن المعتقلين السياسيين "محمد سالم ميارة" و "محمد الجميعي"، حيث تم تنظيم منبر خطابي على سطح منزل "نكية الشيخي" تخللته المداخلات و الشعارات و الموسيقى الثورية و الهتافات في جو حماسي.
الاحتفال من حيث عدد المشاركين و الجو العام كان في مستوى الحدث، إلا أن هناك بعض الملاحظات و المؤاخذات بخصوص العسكرة التي وسمت الاحتفال، من خلال حضور مجموعة من الشباب بزي مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي و وجوههم ملثمة، للقيام بتحية العلم الصحراوي و تنشيط الحاضرين باستعراضات تشبه الحركات الرياضية و إحماءات اللاعبين قبل الدخول في مباراة أكثر منها حركات عسكرية محترفة.
وجود هؤلاء الشباب بزي عسكري و الإصرار على تواجد عنصر منهم بجانب منبر المداخلات، و كأنهم "كومندو" مكلف بالحراسة، نزع عن الاحتفال طابعه السلمي و أعطى للمحتل المغربي فرصة لاستغلال الامر لصالحه من خلال تلك الصور والتسجيلات ليبرر بها أمام المنظمات الدولية الحقوقية لجوءه إلى العنف ضد المتظاهرين الصحراويين و سيعزز بها ادعاءاته بخصوص "عدم سلمية الانتفاضة ".
مسألة أخرى و هي أن المؤسسة العسكرية الصحراوية ليست- و لا يجب ان تكون- موضوعا للتهريج، ذلك أن لجوء شباب طائش و غير مكون عسكريا، من أمثال "غالي زوغام" و "وليد البطل" و "حيون" و "حمتي" و "ديه" و "بصيري" و "شكوطي" إلى ارتداء الزي العسكري في مثل هذه الاحتفالات للقيام بتلك الحركات التافهة، قد أساءوا إلى صورة مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي و شهداء القضية، و جعلهم في مصاف المجموعات الفلكلورية التي تنشط اعراس المستوطنين المغاربة كـ "الدقة المراكشية" أو "اعبيدات الرمى" أو "أحواش".
في مثل هذه المحطات ينبغي أن يرتفع فيها منسوب اليقظة والحكمة السياسية، فليست اللحظة احتفالية فقط يحق لنا أن نقوم فيها بأي شيء لينال الشباب زغاريد النساء و صيحات الفتيات، بل هي توثيق لمسار مقاومة سلمية و كل خطوة هي مصيرية وفي غاية الحساسية والدقة، فالنضال السلمي حالة ابتكار عبقري إنساني له من القوة والمفعول ما يجعله اقوي بكثير من كل الأسلحة العسكرية.
عن "كتائب سيدي احمد حنيني"
كما يمنكم متابعتنا عبر صفحتنا على الفايسبوك